الأقنوم الثانى ( الأبن )
المسيح إنسان وإبن إنسان كما ورد فى متى
متى
" قال له يسوع: للثعالب أوجرة ولطيور السماء أوكار. وأما ابن الإنسان فليس
له، أين يسند رأسه" (متى 8/20)، وأيضاً قوله: " ابن الإنسان ماض كما هو
مكتوب عنه" (مرقس 14/21)،
و ليس الله بإنسان أو إبن إنسان كما جاء في التوراة:
"ليس الله إنساناً فيكذب، ولا ابن إنسان فيندم" (العدد 23/9).
فالمسيح
ليس الله أو بن الله . فلفظ البنوة لم يختص به المسيح وحده بل يوجد أيضاً
آخرين قبله وبعده أبناء الله فالحواريون أبناء الله، كما قال المسيح عنهم: "
قولي لهم : إني أصعد إلى أبي وأبيكم وإلهي وإلهكم " (يوحنا 20/17).
وقال للتلاميذ أيضاً: " فكونوا أنتم كاملين، كما أن أباكم الذي في السماوات هو كامل" (متى 5/48).
وعلمهم المسيح أن يقولوا: "فصلوا أنتم هكذا: أبانا الذي في السماوات، ليتقدس اسمك.. " (متى 6/9)
وقوله: " أبوكم الذي في السماوات يهب خيرات للذين يسألونه" (متى 6/11)
فكان يوحنا يقول: " انظروا أية محبة أعطانا الآب حتى ندعى أولاد الله" (يوحنا(1) 3/1)
بل
واليهود كما في قول المسيح لليهود: "أنتم تعملون أعمال أبيكم. فقالوا له:
إننا لم نولد من زنا. لنا أب واحد، وهو الله" (يوحنا 8/41).
في سفر الخروج عن جميع شعب " فتقول لفرعون هكذا: يقول الرب: إسرائيل ابني البكر. فقلت لك: أطلق ابني ليعبدني فأبيت" (الخروج 4/22).
وخاطبهم داود قائلاً: "قدموا للرب يا أبناء الله، قدموا للرب مجداً وعزّاً" (المزمور 29/1).
وفي سفر أيوب: "كان ذات يوم أنه جاء بنو الله، ليمثلوا أمام الرب "(أيوب 1/6).
وقال الإنجيل عنهم: "طوبى لصانعي السلام، لأنهم أبناء الله يُدعون" (متى 5/9).
كما
يطلق هذا الإطلاق على الشرفاء والأقوياء من غير أن يفهم منه النصارى ولا
غيرهم الألوهية الحقيقية "أن أبناء الله رأوا بنات الناس أنهن حسنات.
فاتّخذوا لأنفسهم نساء من كل ما اختاروا.... إذ دخل بنو الله على بنات
الناس، وولدن لهم أولاداً. هؤلاء هم الجبابرة الذين منذ الدهر ذوو اسم"
(التكوين 6/2).
ومن الممكن أن يعم كل شعب إسرائيل "يكون عدد بني
إسرائيل كرمل البحر الذي لا يكال ولا يعدّ، ويكون عوضاً عن أن يقال لهم:
لستم شعبي، يقال لهم: أبناء الله الحي" ( هوشع 1/10).
معنى البنوة الصحيح
والمعنى المقصود للبنوة في كل ما قيل عن المسيح وغيره إنما هو معنى مجازي بمعنى حبيب الله أو مطيع الله.
لذلك قال مرقس وهو يحكي عبارة قائد المائة الذي شاهد المصلوب وهو يموت فقال: "حقاً كان هذا الإنسان ابن الله " (مرقس 15/39).
ولما حكى لوقا القصة نفسها أبدل العبارة بمرادفها فقال: "بالحقيقة كان هذا الإنسان باراً" (لوقا 23/47).
ومثل
هذا الاستخدام وقع من يوحنا حين تحدث عن أولاد الله فقال: "وأما كل الذين
قبلوه فأعطاهم سلطاناً أن يصيروا : أولاد الله. أي المؤمنين باسمه" (يوحنا
1/12).
ومثله يقول : "الذي يسمع كلام الله من الله" (يوحنا 8/47).
ومثل
هذه الإطلاق المجازي للبنوة معهود في الكتب المقدسة التي تحدثت عن أبناء
الشيطان، وأبناء الدهر (الدنيا)…(انظر يوحنا 8/44، لوقا 16/8).
وأما
المعنى الحقيقي للبنوة فقد نطقت به الشياطين، فانتهرها المسيح، ففي إنجيل
لوقا " كانت شياطين أيضاً تخرج من كثيرين، وهي تصرخ وتقول: أنت المسيح ابن
الله. فانتهرهم ولم يدعهم يتكلمون لأنهم عرفوه أنه المسيح" (لوقا 4/41).
كما أوضحنا أن لفظ البنوة أوالأبوة هو مجازى
قال
المسيح : "ولا تَدْعُوا لكم أباً على الأرض، لأن أباكم واحد الذي في
السماوات. ولا تَدْعوا معلمين، لأن معلمكم واحد المسيح". (متى 23/9-10).
النص يشير إلى ما يلي:
1- لا يوجد أب على الأرض، أي لا يوجد إله على الأرض. وهذا يعني أن المسيح حذر قومه من تسميته إلهاً.
2- الله واحد في السماوات. وليس ثلاثة كما تزعم الكنيسة.
3- المسيح هو المعلم، وليس إلهاًَ ولا ابن الله. لقد جعل المسيح الأمور واضحة.
الله واحد أما المسيح فهو المعلم.
*****